ما الذي سيفرّق بينك بعد التخرج و زميلك المتحصل على نفس الشهادة ؟ ما الذي سيلفت انتباه الموظِّف عند اطلاعه على سيرتك الذاتية ؟ و ما هي المهارات التي سيُسلط عليها الضوء خلال مقابلتك معه ؟
لا شك أن الإنجازات الأكاديمية ذات أهمية كبيرة ولها تأثير على كيفية تصوير إنجازات الشخص بشكل موضوعي، لكن المهارات العملية تمنح الطالب فرصة للتميز عن الآخرين.
لذا فمن المهم على الطلاب الحفاظ على توازن بين المهارات الأكاديمية والمهارات العملية التي تُعزز عملية التعلم، تطور شخصيته و تقويها.
سنكتشف في هذا المقال، أهم المهارات العملية في سوق العمل وأهميتها في حياة الطالب كونه الموظَّف و الإداري المستقبلي.
ما هي المهارة العملية ؟
المهارة العملية هي قدرة يمكن قياسها كمياً و يتم تطبيقها و استخدامها في سياق العمل الفعلي لتحقيق أهداف معينة.
تختلف المهارات العملية باختلاف المجالات والوظائف، وقد تشمل مهارات التواصل، إدارة الوقت، حل المشكلات، استخدام التكنولوجيا، والقدرة على العمل ضمن فريق و اتخاذ القرارات.
ما هي أهميتها ؟
في سوق العمل التنافسي الحالي، لم تعد المعرفة النظرية وحدها كافية للتفوق والنجاح، يبحث أصحاب العمل بشكل متزايد عن المرشحين الذين يمتلكون مهارات و تجربة عملية، سواء كان الأمر يتعلق بالهندسة، البرمجة، التصميم، التسويق أو أي مجال آخر، فإن المهارات العملية ضرورية لتميز الأفراد وتفوقهم في حياتهم المهنية.
تعلم المهارات العملية يمكن من سد الفجوة بين الجانب النظري و التطبيقي حيث تركز العديد من المؤسسات التعليمية، خاصة في إفريقيا، على المفاهيم النظرية، مما يترك فجوة بين ما يتعلمه الطلاب في الفصول الدراسية ومتطلبات سوق العمل الحقيقية.
يعطي أصحاب العمل أولوية أكبر للمرشحين الذين يستطيعون البدء بالعمل فوراً والمساهمة في منظماتهم منذ اليوم الأول. تعزز أيضا هذه المهارات فرص التوظيف لأنها تظهر قدرة المرشح على حل التحديات الواقعية والعمل بكفاءة في الفِرق والتكيف مع بيئات العمل الديناميكية.
أهم المهارات العملية
– المهارات التقنية ( slliks drah ) : إتقان الكتابة، تعلم اللغات الأجنبية أهمها الإنجليزية، استعمال الأدوات التكنولوجية : eciffO tfosorciM kcaP، البرمجة، المونتاج و التصميم…
– المهارات الاجتماعية ( slliks laicos dna tfos ) : التفكير النقدي، الذكاء العاطفي، القيادة، فن الخطابة، التحكم في الضغط…
تحقيق التوازن بين المهارات الأكاديمية والمهارات العملية
-الوظائف بدوام جزئي : يمكن أن تلعب الوظائف بدوام جزئي دوراً حاسما في مساعدة الطلاب على تحقيق توازن بين الدراسة والمهارات العملية، حيث يتعلم الطلاب تحديد أولويات المهام و وضع جداول زمنية والالتزام بالمواعيد النهائية.
من خلال كسب دخلهم الخاص، يصبح الطلاب أكثر مسؤولية في إدارة أمورهم المالية، وهي مهارة حياتية قيمة. كما توفر الوظائف بدوام جزئي في الكثير من الأحيان فرصًا للطلاب لتطبيق المعرفة النظرية التي اكتسبوها في الفصل الدراسي على الحياة الواقعية، يعزز هذا التطبيق العملي فهمهم للمفاهيم الأكاديمية وتحسين سيرتهم الذاتية.
-اختيار التربصات بعناية و وفقًا لما ترغب فيه في المستقبل : يعتبر اختيار التدريب العملي بعناية أمرًا ضروريا لتحقيق أهدافك المستقبلية، فيجب أن تكون الخيارات متناسبة مع مجالات العمل التي تسعى إليها، مما يمنحك الفرصة لاكتساب المهارات والخبرات التي يمكن أن تفيدك في مسارك المهني.
– المشاركة في الأنشطة الطلابية : المشاركة في الأندية تعزز تجربتك الجامعية وتوفر لك فرصًا لبناء شبكة إتصال قوية وتطوير مهارات التعاون والقيادة. تكون الأندية فضاءًًا مثاليًا لتبادل الأفكار وتوسيع آفاقك خارج الفصول الدراسية.
– الأولوية في اختيار المهارات : قم بتحديد الأولويات عند اختيار المهارات التي تريد تطويرها. كن انتقائيًا و ركز على تعلم المهارات التي تتناسب مع أهدافك المهنية وتحسن من فرص التوظيف في المستقبل.
– جدولة وتنظيم الوقت : إدارة الوقت بشكل فعال تسهم في تحقيق التوازن بين الدراسة والأنشطة الخارجية لذلك حدد أوقاتًا للدراسة وأوقاتًا للمشاركة في الأنشطة الطلابية والتدريب العملي، وكن منظمًا لتحقيق أقصى استفادة من وقتك.
– عدم الإفراط في العمل، حيث تأتي الدراسة أولاً، ولا تنس الهوايات : من المهم أن لا تفرط في الالتزام بالعمل الإضافي على حساب الأداء الأكاديمي، يجب أن تكون الأولوية للدراسة، وفي الوقت نفسه، عليك الاستمتاع بالهوايات والأنشطة التي تمنحك استراحة وتسلية.
في النهاية، يظهر أن تحقيق التوازن بين تعلم المهارات الأكاديمية والعملية هو أساس من أسس النجاح في سوق العمل التنافسي، الطلاب الذين يستثمرون في تطويرها يمتلكون ميزة خاصة تساعدهم في التألق بين الخريجين الآخرين.
فاعمل على الاستثمار بذكاء في الأنشطة الطلابية، الوظائف بدوام جزئي، التدريب العملي، وتحسين مهاراتك الاجتماعية و التقنية، بفضل ذلك، ستكون جاهزًا لمواجهة تحديات سوق العمل و تحقيق نجاحك المستقبلي.