قمت بالتحويل لمواصلة مشواري الجامعي بالمعهد العالي للعلوم – تخصص تسيير المؤسسات – وكان الاختيار موفقا حيث كان الفرق كبيرا في نظام التدريس (أساتذة، هيكلة وادارة) مع أن المنهاج الدراسي نفسه مع الجامعات الاخرى إلا أن طريقة التدريس و خبرة الاساتذة علميا و ميدانيا رفعت من مستوانا العلمي والمعرفي سواء في التخصص أو في العلوم الأخرى كما سعدنا بتقاسم لحظات، برامج و تظاهرات تساهم في تكويني و رفع سقف تحدياتي كطالب (شخصية و كفاءة) و في مشواري الجامعي و المهني المستقبلي و يشرفني حاليا أنني عضو في النادي الطلابي للجامعة و الذي سنساهم به كثيرا في إنعاش حركية الحياة الجامعية داخل المعهد و خارجه ان شاء الله

عندما نقولُ «تربية» فإنَّنا نقول «إنسان»، ذلك الكائِن المُعقّد في فهمه، فهو بين فردانية وكلاّنيةٍ و بين فعل و قصدٍ و بين ظاهرٍ و باطن … فقد حظينا بدراسته من زوايا عدّة بالمعهد العالي للعلوم تحت إشراف طاقم إداري و تدريسي رفيع المستوى، يعمل جاهدًا على تذليل الصِّعاب للطلاّب من أجل بلوغ المقصودِ

كان قرار ابني جد مخيفا بالنسبة لي عندما أصرّ على توقيف دراسته في الجامعة الحكومية و الالتحاق بجامعة خاصة حيث لم تزل في سنواتها الأولى لكن مع مرور الأيام وما رأيته في ابني من تواجده في سياق محفز وحيوي واستمتاعه بمحيط يؤطره ويحتوي طموحاته و آماله جعلني اطمئن على قراره و دفعني إلى مساندته و دعمه

يبدو أن حالة التأزم الذي أفضت إليه العلاقات الإنسانية داخل المجتمعات في ظل السياق العولمي، انجرت عنه أنماط جديدة من التفاعلات بطريقة معقدة ومتشابكة تستلزم من راصدها التمكن في الأدوات البحثية و التحليلية لفهم مختلف الآليات التي تتشكل بها إدارة العالم والدول والسعي لفهم توجهات أفراده وهذا ما تمكننا العلوم السياسية منه، كما أن فرصة التخصصية في هذا المجال تستلزم وجود سيقات و أوساط بحثية جادة و متميزة و تمتلك نظرات استشرافية ثاقبة و هذا ما وجدته في المعهد العالي للعلوم