نظم المعهد العالي للعلوم يوم السبت 30 نوفمبر 2024 حفلًا مميزًا بمناسبة تخرج الدفعة الثالثة من طلبة ليسانس لمختلف التخصصات الأكاديمية ، حيث أقيم الحفل في المركز الثقافي لجامع الجزائر بالمحمدية، وشهد حضور عدد كبير من الشخصيات الوطنية البارزة التي كان لها دور مؤثر في دعم العملية التعليمية والبحثية في الجزائر. تضمن الحفل حضور كل من  الشيخ محمد المأمون القاسمي الحسني عميد الجامع الأعظم بالجزائر، البروفيسور سعيد صغور مستشار وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والشيخ محمد الهادي الحسني، بالإضافة إلى جمال أيت صديق نجل العلامة محمد الصالح الصديق، والدكتور طه كوزي رئيس مجلس الإدارة ومؤسس المعهد العالي للعلوم.

كما عرف الحفل حضور مسؤولين و مستشارين من مختلف الإدارات الحكومية والخاصة، أساتذة ودكاترة من الجامعات الجزائرية، وأولياء أمور الطلبة المتخرجين، وذلك لتهنئة الخريجين في هذا اليوم المميز الذي كان بمثابة تتويج لسنوات من العمل الأكاديمي والاجتهاد.

تكريم الطلبة المتخرجين و الحاصلين على المنحة

بدأ الحفل بتلاوة آيات بينات من القرآن الكريم بصوت القارئ إبراهيم عبد المولى، مما أضفى على المناسبة طابعًا روحانيًا خاصًا، ليتبعه أداء النشيد الوطني الجزائري الذي صدحت به الحناجر بفخر واعتزاز، ليكون بداية مهيبة لهذا الحدث البارز. 

وقد تم تكريم 70 خريجا وخريجة من مختلف التخصصات الأكاديمية، بما في ذلك الإعلام الآلي، علوم التربية، علم النفس، القانون العام، والاقتصاد وتسيير المؤسسات.

وفي إطار الاحتفاء بالإنجازات الأكاديمية، تم تكريم الطلاب المتفوقين الذين حصلوا على منحة الاستحقاق ومنحة الامتياز، تقديرًا لجهودهم الأكاديمية المتميزة في تخصصاتهم المختلفة. هذا التكريم لم يكن فقط تقديرًا للنتائج الأكاديمية، بل أيضًا تحفيزًا للطلبة الآخرين على الاستمرار في تقديم أفضل ما لديهم من خلال تقديم نماذج حية للنجاح والتميز.

تكريم الأساتذة 

كما كان هناك تكريم خاص للأساتذة المتميزين الذين كانوا الركيزة الأساسية لهذا النجاح الأكاديمي، فقد تم تكريم ثلة من الأساتذة الذين ساهموا بشكل كبير في بناء وتطوير المنهج الأكاديمي للمعهد، والذين لعبوا دورًا حاسمًا في توجيه الطلبة وإعدادهم للمستقبل العلمي والمهني. لقد كان هؤلاء الأساتذة وما زالوا هم أساس نجاح الطلبة، من خلال تقديمهم الدعم العلمي والمنهجي، مما كان له الأثر الكبير في تميزهم الأكاديمي.

عرض فيديو عن الجزائر وفلسطين

تخلل الحفل عرض فيديو عن الجزائر وفلسطين، حيث تم التطرق إلى الأحداث الجارية في فلسطين وكيف أن ما تشهده فلسطين اليوم يعكس معاناة مشابهة لتلك التي عاشها الشعب الجزائري خلال فترة الاستعمار. وقد لاقى هذا العرض تفاعلًا كبيرًا من الحضور، حيث أبرز الروابط العميقة بين تاريخ الجزائر وفلسطين في سياق الكفاح من أجل الحرية والكرامة.

عرض فيديولمشروع أكاديمية “إيرا”

كما تم عرض فيديو عن أكاديمية “إيرا” التابعة لجامعة “HIS” والتي تختص في التكوين في اللغات، حيث يتم تقديم برامج تعليمية متخصصة تهدف إلى تطوير مهارات الطلاب في اللغات الأجنبية، وذلك بهدف تزويدهم بالأدوات اللازمة للنجاح في مجالات العمل المختلفة التي تتطلب مهارات لغوية متقدمة.

تعزيز القدرات المهنية عبر “HIS Training Center”

كما شهد الحفل تقديم عرض حول المشروع الجديد للمعهد العالي للعلوم  “HIS Training Center” الذي قدمه السيد لقمان بوراس، وهو مشروع يهدف إلى تقديم برامج تكوين مستمر للمؤسسات الجزائرية في القطاعين العام والخاص في مختلف المجالات. هذا المشروع يعكس رؤية المعهد المستقبلية التي تهدف إلى تزويد الخريجين بالمعرفة والمهارات التي يحتاجونها لمواكبة تطورات السوق ومتطلبات العصر الحديث، ويسهم في تدريب الكوادر الأكاديمية والمهنية على أعلى المستويات بما يتماشى مع احتياجات الاقتصاد الوطني.

تخلل الحفل أيضًا ندوة مميزة أدارها الدكتور طه كوزي، بحضور مجموعة من الضيوف المميزين مثل الأستاذ كمال شكاط، جمال ايت الصديق، والشيخ محمد الهادي الحسني، تمحورت الندوة حول شخصية العلامة محمد الصالح الصديق، حيث تحدث نجله عن مسيرته العلمية والفكرية، مبرزًا إنجازاته القيمة في مجالات العلم والإصلاح، وكانت الندوة فرصة للمشاركين للتعرف على جوانب مختلفة من حياة هذا العلامة الذي ترك بصمة واضحة في المجتمع الجزائري.

ختام فعاليات حفل التخرج

اختتم الحفل بكلمة من عميد جامع الجزائر الذي أبدى إعجابه بالتقدم الذي حققه المعهد العالي للعلوم في مجال التعليم الأكاديمي، مشيدًا بالجهود المبذولة من قبل المعهد وأساتذته وطلابه.

 وفي نهاية الحفل، تم التقاط صور تذكارية للخريجين مع عائلاتهم، حيث سادت أجواء من الفخر والفرح مما شكل لحظة مؤثرة تعكس ما تحقق من نجاحات.

لقد كان هذا الحفل بمثابة تأكيد على التزام المعهد العالي للعلوم برسالته التعليمية ورؤيته المستقبلية، فمن خلال تزويد المجتمع بكوادر أكاديمية متميزة، يسهم المعهد في تطوير قدرات الشباب الجزائري وتزويدهم بالمهارات والمعرفة اللازمة للمشاركة الفعالة في بناء مستقبل واعد للوطن. 

فالمعهد العالي للعلوم لا يقتصرعلى تخرج الطلاب فقط ، بل يسهم أيضًا في خلق بيئة علمية وفكرية تؤهل هؤلاء الطلبة للمساهمة بشكل إيجابي في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية، مما يعزز تقدم الجزائر في مختلف القطاعات.