شهد المعهد العالي للعلوم فعاليات الأسبوع التوجيهي للعام الأكاديمي الجديد 2024-2025 يوم الأحد 13 أكتوبر 2024 بحضور نخبة من الدكاترة أمثال الدكتور علي كحلان مستشار سابق لوزير النقل وعضو في اللجنة الدائمة للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي بوزارة البريد وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والأستاذ ياسين يعلى مسؤول الموارد البشرية في المجلس الشعبي الوطني ، كان هذا الأسبوع حدثًا محوريًا في حياة الطلبة الجدد، ونقطة انطلاق لهم نحو تجربة تعليمية غنية وملهمة، وجزءا من التزام المعهد بتوفير بيئة تعليمية شاملة تدعم نمو الطلاب على مختلف الأصعدة.
تضمن الأسبوع مجموعة من الجلسات التوجيهية والمحاضرات وورش العمل التطبيقية التي تهدف إلى تعزيز تجربة الطلاب من خلال طرح الأسئلة والاستفسارات وهذا ما يسهم في بناء علاقات إيجابية مع زملائهم وأعضاء هيئة التدريس.
كما تم توجيههم لاستكشاف الفرص المتاحة داخل وخارج الحرم الجامعي، مثل الانخراط في النوادي الطلابية والمبادرات التطوعية، مما يعزز تجربتهم الجامعية ويعدهم لمواجهة تحديات المستقبل بكفاءة وثقة.
افتتحت الأنشطة بكلمة ألقتها ملاك زروق، طالبة في المعهد العالي للعلوم، حيث رحبت بالحضور وبزملائها الجدد، مؤكدة على أهمية الاستفادة من فعاليات هذا الأسبوع الغني بالأنشطة والفرص التي توفرها الجامعة.
تلا ذلك كلمة الدكتور طه كوزي، المدير العام للجامعة الذي أعلن عن الانطلاق الرسمي للسنة الجامعية الجديدة، وقد رحب الدكتور كوزي بالطلبة الجدد متمنياً لهم مسيرة تعليمية حافلة بالنجاح والتفوق، كما أشار إلى أهمية حضور الأسبوع التوجيهي الذي يعزز التفاعل الإيجابي بين الطلبة الجدد والطاقم الجامعي، ووضح أهمية المشاركة في الجلسات وورش العمل المختلفة لتوجيه الطلبة أكاديمياً وتزويدهم بالأدوات اللازمة لتحقيق أهدافهم، وأن هذا الأسبوع يمثل فرصة لتعزيز الروابط الاجتماعية بين الطلبة وتقديم الدعم اللازم لهم في خطواتهم الأولى بالجامعة، موجهًا لهم رسالة تحفيزية لاغتنام هذه الفرصة لبناء مستقبل مشرق ومليء بالإنجازات.
بعد الافتتاح، قدم الدكتور علي كحلان، أحد الكفاءات الوطنية البارزة في مجالات تكنولوجيا الإعلام والاتصال، محاضرة تناول فيها أهمية التحول الرقمي ودوره الحيوي في تعزيز بيئة الأعمال ودعم ريادة الأعمال في الجزائر. تطرق أيضًا إلى التحديات الأمنية الرئيسية التي تواجه العصر الرقمي، مشددًا على ضرورة وعي الطلبة بأهمية حماية بياناتهم الشخصية واستخدام التقنيات بكفاءة واحترافية، حيث لاقت المحاضرة تفاعلًا كبيرًا بين الحضور، وطرح الطلاب استفساراتهم حول التطبيقات العملية للأمن الرقمي في حياتهم اليومية والدراسية.
كما قدم الأستاذ ياسين يعلى، مسؤول الموارد البشرية في المجلس الشعبي الوطني، محاضرة غنية بالمعلومات حول كيفية إنشاء سيرة ذاتية مميزة والتحضير الفعّال للمقابلات الشخصية للباحثين عن عمل.
تناول الأستاذ ياسين عناصر السيرة الذاتية الأساسية، موضحًا كيفية تنظيم المعلومات بشكل جذاب واحترافي، مع التركيز على أهمية تسليط الضوء على المهارات والخبرات ذات الصلة بالوظيفة المستهدفة مستعرضا استراتيجيات التحضير للمقابلات ومشيرًا إلى أهمية البحث عن الشركة ومعرفة قيمها وأهدافها، وأكد على ضرورة التدريب على الأسئلة الشائعة التي قد تُطرح خلال المقابلة.
في اليوم الثاني، انطلقت ورشة عمل تعريفية تحت عنوان ” التعرف على الهياكل الإدارية والأكاديمية ” قدم كل من الياس عبد العزيز، و باكلي أبو اليقضان وعدد من الأساتذة عرضًا مفصلاً حول البنية التنظيمية للمعهد، موضحين كيفية تنظيم الأقسام الأكاديمية والإدارية، ومسارات التواصل بين الطلبة والإداريين، بالإضافة إلى الشروط الأكاديمية للتسجيل في مختلف البرامج والتخصصات. كما تم التركيز على أهمية دعم الطلبة خلال مسيرتهم الأكاديمية من خلال الخدمات المتاحة مثل الدعم الأكاديمي ومكاتب الإرشاد والمساعدة التقنية في مختلف التخصصات، مما كان فرصة مثالية للطلبة الجدد للتعرف على موارد المعهد وكيفية الاستفادة منها بأفضل شكل ممكن.
أما يوم الثلاثاء، فقد انعقدت جلسة حوارية بمشاركة طلبة السنة الثانية تحت عنوان “منتدى الطلبة: نصائح عملية من زملائكم”، حيث شارك الطلبة القدامى تجاربهم الشخصية حول الانتقال من الحياة المدرسية إلى الحياة الجامعية، وأهم التحديات التي واجهوها وكيف تغلبوا عليها، كما تم مناقشة كيفية تحقيق التوازن بين الدراسة والحياة الشخصية، والاستفادة القصوى من الفرص التي يقدمها المعهد مثل الأنشطة الثقافية والرياضية والنوادي الطلابية، بالاضافة إلى الجلسات التعريفية بالأندية الطلابية التي تقدم أنشطة متنوعة تتيح للطلاب فرصة المشاركة والتفاعل خارج الفصول الدراسية، مما يعزز مهاراتهم الاجتماعية والقيادية.
اختتم أسبوع التوجيه يوم الأربعاء بجلسات عمل وورشات تهدف إلى مساعدة الطلبة في بناء شبكة علاقات أكاديمية داخل الجامعة، فقد أقيمت عدة ورشات تحت عنوان “شبكة العلاقات الأكاديمية: بناء المستقبل المهني” والتي تضمنت ورشات حول ” التطوير المهني”، ” إدارة الوقت”، و” التكيف مع الحياة الجامعية”
ساهمت هذه الورش في توجيه الطلبة حول كيفية استغلال وقتهم بكفاءة، وتطوير مهاراتهم الأكاديمية والعملية.
وفي ختام اليوم، تم تقديم ورشة خاصة حول ” الصحة النفسية والتحضير النفسي للدراسة “، حيث أشرف متخصصون في علم النفس على مناقشة أهم التحديات النفسية التي قد يواجهها الطلبة خلال مسيرتهم الدراسية، مع تقديم نصائح عملية حول كيفية التعامل مع الضغوط النفسية والتوتر.
كان أسبوع التوجيه بالمعهد العالي للعلوم لعام 2024-2025 ناجحًا بكل المقاييس، حيث أسهم في تقديم تجربة متكاملة للطلبة الجدد، مزجت بين التوجيه الأكاديمي، والدعم النفسي، والنشاطات الثقافية والاجتماعية.
كانت هذه الفعاليات فرصة قيمة لتعزيز الثقة لدى الطلبة الجدد وتهيئتهم للانطلاق في مسيرتهم الجامعية بشكل أفضل، مع شعور قوي بالانتماء إلى المجتمع الجامعي.
وبهذه الانطلاقة المميزة، يستعد الطلبة الجدد لتحقيق أهدافهم الأكاديمية والمهنية، مُسلّحين بالمعرفة والدعم اللازم لمواجهة تحديات المستقبل.